ادخل بريدك الالكتروني ليصلك الجديد!

Monday, May 12, 2014

ويل للعرب من شر قد اقترب


فلسفة الثعبان المقدس
فلسفة الثعبان المقدس

بسم الله الرحمن الرحيم أخواني اخواتي السلام عليكم و حمة الله و بركاته
اليوم مع روائع الكلام و في ركن كلمات ليست كالكلمات و مع قصيدة من أروع القصائد للشاعر الراحل أبو القاسم الشابي رحمه الله، ألا و هي فلسفة الثعبان المقدس
في هذه القصيدة يصور الشاعر أبو القاسم الشابي حوارا يدور بين شحرور مغرد لروعة وسكون الغاب ولجمال الطبيعة التي خلبت لبه وفتنت عقله ،وظل يتنقل بين افنان اشجارها وبين غدائر مياهها وجداولها المنيرة مُنشداً للشمس، فوقَ الوردِ والأعشابِ شعر السعادة والسلامِ، ونفسهُ سكرى بسِحر العالَم. بينما هو كذلك فرحا مزهوا، كان هناك ثعبان غمه ما به من سعادة و بهجة و فرح، غمه ما فيه من مرح و فيض الشباب، لم يستطع أن يهظم تلك السعادة التي ينعم بها ذلك الشحرور المسكين المغرد الذي لا ذنب له الا أنه متغزل بالكائنات و مغرد في الغاب، هذا الثعبان بمكره و خبثه، يريد أن يشرح للشحرور المسكين كم انه غبي و كم انه لا فائدة ترجى من التغزل بالغاب و راح يصور له هذا العبث بانه مضيعة للوقت، و أن هذا المرح ما هو الا فترة قصيرة جدا، تدوم أيام او اسابيع ثم يكون الفناء، و راح يقترح عليه ماذا لو يكون حدة في نابه و توهجا في روحه، و انه فقط اراد له الخلود بدلا من هذا العيش النابي الذي لا فائدة منه، كما راح يصور له الموت بانه شيء مقدس و كل ما على الشحرور فعله فقط أن يستسلم للثعبان، الذي يفتح فمه فقط و يكون الشحرور بداخله لينعم بالحياة الأبدية، حياة الخلد، توهجا في روح الثعبان و حدة في نابه، و راح يوهمه أنه لا مفر من هذا القضاء، فلا خيار له، الا الاذعان و قبول الفرصة التي لن ترجع مرة أخرى، ليجيبه الشحرور بعد ان أيقن بانه هالك بطلب أخير، كالذي يساق الى الموت و يطلب منه أن يتمنى ما شاء ليتحقق له قبل الهلاك، فطلب الشحرور من الثعبان أن يستمع لخطابه.
.و اليكم الحوار الشيق الذي دار بين الثعبان و الشحرور المغرد المسكن.

فعلا حال الدول المتشردمة الضعيفة كالدول العربية التي بدأت السكاكين تشحذ لذبحها لكنها ترقص على أنغام وحدة و نص:
سبحان الله.


كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً
غضَّ الشَّبابِ، مُعَطَّرَ الجلبابِ
يمشي على الدنيا، بفكرة شاعرٍ
ويطوفها، في موكبٍ خلاَّبِ
والأُفقُ يملأه الحنانُ، كأنه
قلبُ الوجود المنتِجِ الوهابِ
والكون من طهرِ الحياة كأنما
هُوَ معبدٌ، والغابُ كالمحرابِ
والشّاعرُ الشَّحْرورُ يَرْقُصُ، مُنشداً
للشمس، فوقَ الوردِ والأعشابِ
شعْرَ السَّعادة والسَّلامِ، ونفسهُ
سَكْرَى بسِحْر العالَم الخلاّبِ
ورآه ثعبانُ الجبالِ، فغمَّه
ما فيه من مَرَحٍ، وفيْضِ شبابِ
وانقضّ، مضْطَغِناً عليه، كأنَّه
سَوْطُ القضاءِ، ولعنة ُ الأربابِ
بُغتَ الشقيُّ، فصاح من هول القضا
متلفِّتاً للصائل المُنتابِ
وتَدَفَّق المسكين يصرخُ ثائراً:
«ماذا جنيتُ أنا فَحُقَّ عِقابي؟»
لاشيءِ، إلا أنني متغزلٌ
بالكائنات، مغرِّدٌ في غابي
«أَلْقَى من الدّنيا حناناً طاهراً
وأَبُثُّها نَجْوَى المحبِّ الصّابي»
«أَيُعَدُّ هذا في الوجود جريمة ً؟!
أينَ العدالة ُ يا رفاقَ شبابي؟»
«لا أين؟، فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا
رأيُ القويِّ، وفكرة ُ الغَلاّبِ!»
«وَسَعَادة ُ الضَّعفاءِ جُرْمُ..، ما لَهُ
عند القويِّ سوى أشدِّ عِقَاب!»
ولتشهد- الدنيا التي غَنَّيْتَها
حُلْمَ الشَّبابِ، وَرَوعة َ الإعجابِ
«أنَّ السَّلاَمَ حَقِيقة ٌ، مَكْذُوبة ٌ
والعَدْلَ فَلْسَفَة ُ اللّهيبِ الخابي»
«لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى
وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب»
فتَبَسَّمّ الثعبانُ بسمة َ هازئٍ
وأجاب في سَمْتٍ، وفرطِ كِذَابِ:
«يا أيُّها الغِرُّ المثرثِرُ، إنَّني
أرثِي لثورة ِ جَهْلكَ الثلاّبِ»
والغِرُّ بعذره الحكيمُ إذا طغى
جهلُ الصَّبا في قلبه الوثّابِ
فاكبح عواطفكَ الجوامحَ، إنها
شَرَدَتْ بلُبِّكَ، واستمعْ لخطابي»
أنِّي إلهٌ، طاَلَما عَبَدَ الورى
ظلِّي، وخافوا لعنَتي وعقابي»
وتقدَّوموا لِي بالضحايا منهمُ
فَرحينَ، شأنَ العَابدِ الأوّابِ»
«وَسَعَادة ُ النَّفسِ التَّقيَّة أنّها
يوماً تكونُ ضحيَّة َ الأَربابِ»
«فتصيرُ في رُوح الألوهة بضعة ً،
قُدُسية ٌ، خلصت من الأَوشابِ
أفلا يسرُّكَ أن تكون ضحيَّتي
فتحُلَّ في لحمي وفي أعصابي»
وتكون عزماً في دمي، وتوهَّجاً
في ناظريَّ، وحدَّة ً في نابي
«وتذوبَ في رُوحِي التي لا تنتهي
وتصيرَ بَعََض ألوهتي وشبابي..؟
إني أردتُ لك الخلودَ، مؤلَّهاً
في روحي الباقي على الأحقابِ..
فَكِّرْ، لتدركَ ما أريدُ، وإنّه
أسمى من العيش القَصيرِ النَّابي»
فأجابه الشحرورُ ، في غُصًَِ الرَّدى
والموتُ يخنقه: «إليكَ جوابي»:
لا رأي للحقِّ الضعيف، ولا صدّى ،
الرَّأيُ، رأيُ القاهر الغلاّبِ
«فافعلْ مشيئَتكَ التي قد شئتَها
وارحم جلالَكَ من سماع خطابي"
وكذاك تتَّخَذُ المَظَالمُ منطقاً
عذباً لتخفي سَوءَة َ الآرابِ

شارك أصدقاءك بالتعليق و الإعجاب بهذا المقـال
أنشر →
تابعنا →
شارك →

0 comments: